خاتمي يزور السودان اليوم لتوقيع اتفاقات

10/4 12:10am
يقوم رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بزيارة الى الخرطوم الاربعاء المقبل، لاجراء محادثات مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير ونائبه الاول علي عثمان محمد طه حول الاوضاع في دارفور ومحادثات السلام في الجنوب والعلاقات الثنائية.
وتستمر الزيارة يوما واحدا، وهي تعتبر الاولى من نوعها على هذا المستوى منذ زيارة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر للخرطوم في بداية الثمانينات من القرن الماضي.
ورحبت وزارة الخارجية السودانية بزيارة بلير ووصفتها بانها "اسهام جيد من طرف اساسي في المعادلة الدولية".
وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية السودانية نجيب الخير عبد الوهاب ان الزيارة فرصة للتشاور بين البلدين والوقوف علي حقائق الاوضاع في دارفور بعيدا عن التقارير التي تحمل كثيرا من الاخطاء والتهويل.
واعتبرت الخارجية زيارة بلير "تطورا في العلاقات الثنائية في الوقت الراهن وتصب في مصلحة تأمين وعكس صورة واضحة لما يحدث في دارفور"، مضيفة ان "طوني بلير سيلتقي الرئيس البشير والنائب الاول علي عثمان محمد طه وسيجري محادثات حول العلاقات الثنائية وسير عملية السلام في نيفاشا مع الحركة الشعبية التي تستأنف الخميس المقبل، الى جانب مفاوضات الحكومة والتجمع الديموقراطي الوطني" في القاهرة.
واشارت الخارجية السودانية الى ان "هناك تحسنا كاملا في رؤى الغرب تجاه قضية دارفور وان الحكومة تتعامل مع ذلك تدريجا وحسب موقف كل دولة غربية"، منوهة الى ان "بريطانيا لها مواقف متميزة في قضية دارفور وان هناك ثمة اختلافات بينها وبين الولايات المتحدة بشأن هذه القضية".
ومن المقرر ان يتوجه رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بعد زيارته الخرطوم الى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا للمشاركة في اجتماعات اللجنة الاقتصادية الافريقية التي اقترحتها بريطانيا قبل عام لتخفيف حدة الفقر.
وكان عدد من الوزراء والمسؤولين البريطانيين زاروا الخرطوم اخيرا من ابرزهم وزير الخارجية جاك سترو ووزير الدولة في الخارجية موريس كولن ووزير التعاون الدولي هلري بن.
ويصل الرئيس الايراني محمد خاتمي الى العاصمة السودانية اليوم الاثنين في زيارة تستمر ثلاثة ايام يرافقه وفد رفيع من الوزراء يضم وزير الخارجية كمال خرازي، ووزير الجهاد والزراعة حجتي.
وسبق للرئيس خاتمي ان زار الخرطوم التي لمحت امس الى ان زيارته هذه "تحمل دلالة سياسية". ومن المقرر ان يجري الرئيس خاتمي محادثات مع الرئيس عمر حسن البشير تتصل بالعلاقات الثنائية وسبل دعمها، كما سيخاطب البرلمان السوداني غدا الثلاثاء. ويشمل برنامج زيارة الرئيس خاتمي التوقيع على عدد من الاتفاقات المشتركة التجارية والاقتصادية والثقافية والسياسية، والقاء محاضرة حول "فلسفة حوار الحضارات" في قاعة الصداقة في الخرطوم. كما ستقوم جامعة النيلين بمنحه الدكتوراة الفخرية في الفلسفة، قبل ان يختم زيارته بمؤتمر صحافي.
الى ذلك، اتهم وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية نجيب عبد الوهاب المتمردين في غرب البلاد بمهاجمة بلدة خارج منطقة دارفور في مسعى لتوسيع نطاق الصراع الذي تقول الامم المتحدة انه قتل ما يصل الى 50 الفا.
وقال الوزير السوداني ان الهجوم كان باسلوب "الكر والفر" ضد بلدة غبيش في ولاية كردفان الغربية التي تبعد نحو 700 كيلومتر جنوب غرب العاصمة الخرطوم. وقال عبد الوهاب عبر الهاتف ان القوات المتمردة في دارفور حاولت الاسبوع الفائت توسيع نطاق الصراع الى كردفان عندما شنت هجوما فقتلت واصابت 20 شخصا.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من المتمردين، لكن صحيفة "اخبار اليوم" السودانية المستقلة قالت ان متمردي "التورا بورا" من دارفور هاجموا مركزا للشرطة في بلدة المجرور في كردفان الغربية الجمعة.
واكد مركز الاعلام السوداني (القريب من الحكومة) السبت ان متمردين هاجموا الجمعة في عمليتين منفصلتين بولاية شمال دارفور، قافلة للمساعدات الانسانية وقوة شرطة مكلفة حماية النازحين. واكد المركز في بيان صدر في الفاشر ان مجموعة من المتمردين نهبت الجمعة في هذه المدينة (عاصمة شمال دارفور) قافلة كانت تنقل ادوات مدرسية وطبية وتجهيزات للبناء قيمتها نحو 190 الف دولار وكانت متوجهة الى مخيم الطويلة للنازحين في المنطقة.
وشككت حركة تحرير السودان، احدى حركتي التمرد في دارفور، في قدرة حكومة الخرطوم على "ارساء السلام". وقال الامين العام للحركة ميني اركو ميناوي "لست متأكدا من ان هذه الحكومة سترسي السلام" في دارفور.
اضاف "اذا تمادت الحكومة في سياستها الحالية فسنحاربها حتى في الخرطوم"، مجددا وعيدا صدر اخيرا..
وحمّلت هذه الحركة وحركة العدل والمساواة السلاح في وجه الحكومة المركزية في الخرطوم منذ شباط 2003.