بحـث
موقع مدينة أم شوكة الالكترونى
الحريات بالجنوب.. لمن الشكوى
صفحة 1 من اصل 1
الحريات بالجنوب.. لمن الشكوى
يحي كشه: الرأي العام
بدت هواجس الاحزاب والقوى السياسية بالجنوب بالإزدياد فيما يختص بممارسة النشاط السياسي في ظل ظروف معقدة يعيشها الاقليم والبلاد بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات.
المخاوف لا تقتصر على ما ستفرزه الإنتخابات القادمة ولكن تتعداه للأجواء المحيطة بها الأمر الذي يهدد حتى قيامها، وفي ظل هذا الجو الملئ بالارهاصات والاحتقانات تبادلت الاحزاب الجنوبية في ندوة الحريات السياسية واثرها على الانتخابات المقبلة بقاعة الشارقة جامعة الخرطوم، حواراًُ ساخناً ومناقشة العديد من القضايا التي تؤثر على الطقس السياسي بالاقليم.
وأوضح فاروق جاتكوث الامين العام لجبهة الانقاذ الديمقراطية عدم توافر الحريات الأساسية في الجنوب وقال: لا توجد اية حريات في جنوب السودان، واضاف: الممارسة السياسية تكاد تكون معدومة ما عدا للحركة الشعبية (الحزب الاوحد) حيث انها تمنع الآخرين من ممارسة ابسط أوجه الممارسة السياسية والمتمثل في قيام الندوات وإجراء النقاش حول الموضوعات السياسية التي تمس الجنوب والمواطن هناك.
وفي ظل عدم توافر الحريات بالمركز تساءل جاتكوث عن كيفية توافرها -أي الحريات- في الاقليم؟ واكد بان الحريات حق اصيل للمواطنين كافة وقال: هذه الحرية مضمنة في الاتفاقيات التي كان طرفها الجنوب منذ اتفاقية اديس ابابا واتفاقية الخرطوم للسلام واخيرا في نيفاشا، كما ان مسألة الحريات مضمنة وبشكل اساسي في الدساتير السابقة خاصة الدستور الانتقالي، وأضاف بأن حجر الزاوية في ذلك الشأن حرية التعبير والاعلام، وحرية التجمع والتنظيمات، والمشاركة والتصويت، إضافة لحرية التنقل والاقامة.
وأشار جاتكوث الى ان عدم اتاحة الحريات له إفرازاته السالبة المباشرة على الانتخابات القادمة، وقال: بحسب الدستور الإنتقالي لا بد أن يسبق الانتخابات كثير من الترتيبات: نزع الالغام، والعودة الطوعية للنازحين واللاجئين لقراهم الاصلية خلال فترة لا تتعدى العامين من توقيع الإتفاقية، إضافة للمشكلات المتعلقة بالتعداد السكاني وتوزيع الدوائر الجغرافية ما اسهم -والكلام لا يزال لجاتكوث- في وقوع الظلم على مناطق دون غيرها ومنها الجنوب.
وابدي جاتكوث امتعاضه من الحكومة الحالية (الانتقالية) كونها نتاج تسوية سياسية (نيفاشا).
ووصف جاتكوث قيام الانتخابات بالمذاكرة بعد الامتحانات، وحذر من قيامها في ظل سيطرة الجيش الشعبي على الجنوب بإعتبارها ستأتي بنتائج عكسية.
واقترح جاتكوث مجموعة من الحلول لمعالجة ما وصفه كبت الحريات في الاقليم وقال لابد من دخول الحركة الشعبية في حوار جاد مع القوى السياسية الجنوبية على خلفية أن الحركة تحس بالكبرياء الاعمى الذي يجب ان تتنازل عنه_ حسب تعبيره، واوصي بقيام انتخابات في جنوب السودان قبل الانتخابات العامة تتوافق عليها الاطراف كافة، واقتسام النسبة في السلطة بالجنوب بمعدل (55) للحركة، و(45) للقوى الأخرى وعزا ذلك لإيجاد شئ من التناسبية بينهم والحركة واضاف: لايمكن ان نتنافس مع جيش وحكومة في وقت واحد.
وبدوره اكد شارلس دي سانقا نائب رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي ان الحريات بجنوب السودان ليست كافية لممارسة العمل السياسي. وقال: هنالك تصفيات جسدية تتم -الآن- لدواع سياسية الأمر الذي يشير لعدم توافر الحريات السياسية في الجنوب، ودعا شارلس لاتاحة حرية النشاط السياسي. وفي السياق ذكر شارلس بأنهم منعوا لأكثر من مرة من اقامة نشاطهم المتمثل في اقامة الفعاليات السياسية، وتابع ان الشرطة والامن في الجنوب تحظران الانشطة السياسية للاحزاب كافة بحيث لا يمكن اقامة ندوة الا بموافقة رئيس حكومة الجنوب شخصياً.
من جهته قال بروفيسور ديفيد ديشان رئيس الجبهة الديمقراطية لجنوب السودان ان الحركة الشعبية ترفع شعار الديمقراطية والحرية لكنها لا تمارسهما على المستوى التطبيقي، وتساءل ديشان عن الفائدة المرجوة من شعارات غير قابلة للتنفيذ؟.
وقال ان الشعب الجنوبي ينتظر مبعوث الامم المتحدة الخاص بالسودان (وسيط نيفاشا) لاعلان الانفصال (2011)، واضاف: الحركة الشعبية لا يمكن ان تكون هي الممثلة الوحيدة لشعب الجنوب في ظل وجود احزاب وقوى جنوبية أخرى وزاد: الحركة تحول بينهم والمواطن الجنوبي وهذا من شأنه إعاقة قيام الانتخابات.
من ناحية أخرى قال عبد الله دينق نيال القيادي بالمؤتمر الشعبي ان الانتخاب يعني الاختيار، ويتطلب الأخير ان يكون طوعيا وليس من خلال قوة السلاح والمال، واضاف: نصت اتفاقيات السلام كافة على الحريات.. لكنه أشار الى ان قيام الانتخابات لا يعني بالضرورة حرية الاختيار.
وفيما يختص بالأوضاع في الجنوب قال: هنالك مشكلة حريات حقيقية في الجنوب ومنع للقوى السياسية من ممارسة أنشطتها التي نص عليها الدستور، واكد انه لا مجال لقيام انتخابات في ظل تلك الظروف. واشار الى ان مخرجات نيفاشا دعت لخلق مناخ للحريات.
وقال دينق إنهم في المؤتمر الشعبي يحترمون حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم بشرط ان يكون استفتاء شاملاً وحراً.
وفي السياق اكد بيتر جاتكوث الباحث السياسي ان الحركة الشعبية تمارس الكبت على المواطن الجنوبي وتمنعه حق الوصول للاحداث ومعرفتها، وقال: ان البيئة في الجنوب غير متقبلة لمصل الديمقراطية والانتخابات جراء الظروف المعقدة التي خلقتها الحركة الشعبية. واستطرد: نحن نفتقر لكيفية بناء أرضية صالحة للجنوب في الفترة التي تسبق قيام الانتخابات.
الابنودى النور ابراهيم- مشرف
- عدد المساهمات : 53
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى